المسجد الحرام

نتجه إليه في صلاتنا يوميًا. ومع كل زيارة، نشعر بالقرب من الله عز وجل في هذا المكان الذي شهد العديد من الأحداث التاريخية.

فما الذي يجعل المسجد الحرام يتمتع بهذه المكانة الرفيعة؟

وما هي التفاصيل التي تجعله قبلة قلوب المؤمنين؟

في هذا المقال، سنتعرف معًا على أعظم مسجد في الإسلام، أهم معالمه، وتاريخه العريق، وما يميز هذا المكان المقدس، ولماذا سُميَّ بالمسجد الحرام.

هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة…

لماذا سمي المسجد الحرام؟

سُمِّي المسجد الحرام بهذا الاسم لأن الله تعالى حرَّمه منذ خلق السماوات والأرض، فجعل له حرمة خاصة، فلا يجوز فيه القتال، ولا يُنفَّر صيده، ولا تُقطع أشجاره، ولا يُختلى خلاه.

وهذا ما يجعله مكانًا مقدسًا ومُحرَّمًا على أفعال معينة تكريمًا له وتعظيمًا لشأنه.

ورد عن النبي ﷺ: “إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة” (رواه البخاري ومسلم).

موقع المسجد الحرام

يقع المسجد الحرام في قلب مدينة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية.

تتوسطه الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين في صلاتهم.

مساحة المسجد الحرام

المساحة الإجمالية للمسجد الحرام، بعد التوسعات السعودية المتعاقبة، بحوالي 1,371,000 متر…

ويستوعب ما يصل إلى 1,700,000 مصلٍ إلى ٢ مليون مسلم في أوقات الذروة.

تتوزع هذه المساحة على:

• المصليات الداخلية.
• الساحات الخارجية.
• الطوابق المختلفة.
• التوسعات.
• منطقتي المطاف والمسعى.
• الأسطح العلوية.

اقرأ ايضا عن : مساجد مكة المكرمة

فضائل المسجد الحرام

يُعَدُّ المسجد الحرام في مكة المكرمة من أعظم المساجد في الإسلام، وله فضائل عديدة منها:

1. أول بيت وُضع للناس: قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96].
2. مضاعفة ثواب الصلاة: الصلاة في المسجد الحرام تُضاعف إلى مئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، كما جاء في الحديث الشريف.
3. مضاعفة الأجر في الطاعات: الأعمال الصالحة في المسجد الحرام يُضاعف أجرها، مما يجعله مقصدًا للمسلمين لتعظيم الأجر والثواب.
4. مكان آمن: قال الله تعالى: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}.
5. قبلة المسلمين: المسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلواتهم اليومية، وهو محور وحدة المسلمين في عبادتهم.

معمارية المسجد الحرام

المسجد الحرام في مكة المكرمة تحفة معمارية تجمع بين أصالة العمارة الإسلامية وروعتها، مع التطورات الحديثة التي شهدها عبر العصور.

الطراز المعماري:

تتميز جدران وأروقة المسجد الحرام بطراز معماري مستمد من فن العمارة الإسلامية …

حيث الحوائط ذات الارتفاعات العالية والأسقف المزخرفة بالآيات الكريمة، بالإضافة إلى استخدام الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة.

التوسعات والتطوير:

• شهد المسجد الحرام عدة توسعات عبر التاريخ، أبرزها في العهد السعودي، حيث أُضيفت إليه مساحات واسعة لزيادة طاقته الاستيعابية.
• استُخدمَ فيها أحدث التقنيات والمواد، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية في التصميم.

الزخارف والنقوش:

تزين النقوش الإسلامية جدران وأروقة المسجد الحرام، حيث تحوي زخرفات مستمدة من فنون العمارة الإسلامية …

وتتركز في حوائط البيت العتيق ذات الارتفاعات العالية والأسقف المزخرفة بالآيات الكريمة، إضافة إلى انتشار الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة.

المآذن والقباب:

يضم المسجد الحرام عددًا من المآذن والقباب التي تضيف إلى جماله وروعة تصميمه، وتعكس التطور المعماري الذي شهده عبر العصور.

أهم معالم المسجد الحرام

من أبرز معالم المسجد الحرام:

1. الكعبة المشرفة: تقع في وسط المسجد الحرام، وهي قبلة المسلمين في صلواتهم.
2. الحجر الأسود: حجر موضوع في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، ويُسنّ تقبيله أو الإشارة إليه عند الطواف.
3. مقام إبراهيم: حجر يحمل أثر قدمي النبي إبراهيم عليه السلام، يقع بالقرب من الكعبة، ويُصلَّى خلفه ركعتان بعد الطواف.
4. بئر زمزم: يقع على بُعد 21 مترًا شرق الكعبة، وماؤه مبارك، وفيه الشفاء بإذن الله.
5. الصفا والمروة: جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام، ويسعى الحجاج والمعتمرون بينهما كجزء من مناسك الحج والعمرة.
6. حجر إسماعيل: منطقة نصف دائرية شمال الكعبة، يُعتقد أنها جزء من بناء الكعبة الأصلي، ويُسنّ الصلاة فيها.

وبالحديث عن الكعبة المشرفة بالحرم ..

 اقرأ ايضا عن : فنادق مكة المطله على الكعبة 

 

الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام

تُعَدُّ أول بيت وُضع للناس لعبادة الله، كما قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96].

موقع الكعبة المشرفة:

تقع الكعبة المشرفة في وسط المسجد الحرام، وتُحيط بها صحن المسجد الذي يطوف فيه المسلمون أثناء أداء مناسك الحج والعمرة.

أبعاد الكعبة المشرفة:

• الارتفاع: 15 مترًا.
• طول الضلع الذي به الباب: 12 مترًا.
• طول الضلع الذي به الميزاب: 10 أمتار.

تاريخ الكعبة المشرفة:

• البناء الأول: بُنيت الكعبة المشرفة أول مرة على يد الملائكة قبل آدم عليه السلام.
• إعادة البناء: أعاد النبي إبراهيم عليه السلام بناءها بأمر من الله، وساعده في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام.
• الترميمات: خضعت الكعبة لعدة ترميمات عبر التاريخ، أبرزها في عهد قريش، وعهد عبد الله بن الزبير، وعهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وآخرها في العصر العثماني.

مرافق المسجد الحرام

من أبرز مرافق المسجد الحرام:

1. دورات المياه ومرافق الوضوء: تتوزع دورات المياه ومرافق الوضوء في جميع أنحاء المسجد الحرام، وتُغسل وتُعقّم عدة مرات يوميًا للحفاظ على النظافة والصحة العامة.
2. السلالم الكهربائية والمصاعد: خاصةً لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن لتسهيل حركة المصلين أيضًا.
3. أنظمة التكييف والتهوية: أنظمة تكييف وتهوية متطورة لضمان توفير بيئة مريحة للمصلين، خاصةً خلال فترات الازدحام وارتفاع درجات الحرارة.
4. خدمات الأمن والسلامة: يعمل فريق من أفراد الأمن المدني على دعم الخدمات التنظيمية والصحية داخل المسجد الحرام والمرافق الخارجية التابعة له، لضمان سلامة الزوار والمصلين.
5. مرافق ذوي الاحتياجات الخاصة: يُوفّر المسجد الحرام مداخل وممرات خاصة، بالإضافة إلى دورات مياه مجهزة، لتلبية احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل حركتهم داخل المسجد.
6. خدمات الإرشاد والتوجيه: تُقدَّم خدمات الإرشاد والتوجيه للزوار والمصلين من خلال لوحات إرشادية متعددة اللغات، بالإضافة إلى موظفين مؤهلين لتقديم المساعدة والإجابة على الاستفسارات.

توسعات المسجد الحرام

لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. بدأت أول توسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 17 هـ.

ثم في العهد السعودي، حظي المسجد الحرام بثلاث توسعات رئيسية:

1. التوسعة السعودية الأولى (1375-1381 هـ): شملت بناء المسعى بطابقيه، ورفع عدد أبواب المسجد إلى 64 بابًا، وإنشاء سبع منارات.
2. التوسعة السعودية الثانية (1409-1413 هـ): أمر بها الملك فهد بن عبد العزيز، وشملت إضافة مبنى جديد بمساحة 76,000 متر، مما زاد الطاقة الاستيعابية للمسجد.
3. التوسعة السعودية الثالثة الأكبر في التاريخ (بدأت عام 1431 هـ): أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإضافة مساحة تقدر بـ 750,000 متر، لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من مليوني مصلٍ.

الأسئلة الشائعة

لماذا سمي المسجد الحرام حرام؟

لأن الله تعالى حرّم مكة المكرمة إلى يوم القيامة، فلا يجوز فيها:

• القتال.
• ولا ينفر صيدها.
• ولا يعضد شجرها.
• ولا يختلى خلاها.

ورد في الحديث الصحيح عن ابن عباس، قال: “إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة…”

كم تساوي الصلاة في المسجد الحرام؟

الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة تُعادل في فضلها مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، باستثناء المسجد النبوي والمسجد الأقصى.

هذا الفضل يشمل الصلوات المفروضة والنوافل على حد سواء.

ورد عن النبي ﷺ: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه”